الادارة الآمنة للآفات في الزراعة العضوية التجددية

الادارة الآمنة للآفات في الزراعة العضوية التجددية

تهدف ادارة الافات الزراعية في الزراعة التجددية  الى عدم القضاء على الآفات أو الأمراض أو مكافحتها بشكل كامل، وانما بتخفيض اعدادها والحفاظ على التوازن الطبيعي لوجودها بحيث يكون الضرر الناجم عنها محتمل اقتصاديًا وبيئيًا.

يعتمد العمل في تقليل الافات الزراعية على المحصول على مبدأ ” درهم وقاية خير من قنطار علاج” حيث نعمل على تركيز نشاطنا وجهدنا لتجنب ضرر الآفات الزراعية عبر صدها ومنعها أصلاً من إصابة المزروعات.

ويعتبر التنوع في الممارسات الزراعية والبيئية الوقائية السليمة والهادفة إلى حماية المزروعات من الآفات، أجدى وأنفع زراعياً وبيئياً وصحياً واقتصادياً من بذل الجهود والإنفاق على مكافحة هذه الآفات بعد أن تفتك بالمحاصيل الزراعية .

وهنا يبرز السؤال البديهي والأساسي:  لماذا تفتك الآفات بالمزروعات ؟

بإمكاننا تلخيص الإجابة على هذا السؤال المفصلي بما يلي :

1) تفتك الآفات بالمزروعات بسبب نقص أو غياب المفترسات والطفيليات والممرضات التي تفترس  وتقضي وتميت هذه الآفات وتتغذى عليها، ويعود النقص في الأعداء الطبيعية إلى استخدام المبيدات الكيميائية التي تعمل على قتل هذه الأعداء ، فضلا عن غياب البيئة الطبيعية المناسبة والمتوازنة لها، فهي تحتاج إلى بيئة خاصة بها تمكنها من مهاجمة الآفات، خاصة عندما تصبح الأخيرة مشكلة .

2)  تفتك الآفات بالمزروعات بسبب زراعة كميات كبيرة من محصول واحد (زراعة أحادية)، حيث تشكل هذه المحاصيل الأحادية غذاء جيداً و سهلاً للآفات.

3) تفتك الآفات بالمزروعات لأن معظم المحاصيل ” مهجنة ” وبالتالي تسهل عملية نقلها لمسافات بعيدة عن موطنها الأصلي والاحتفاظ بها لفترات طويلة، على حساب امتلاكها المناعة القوية ضد الآفات.

 4) تعتبر التربة السيئة ومتدنية الخصوبة وسطاً مناسباً ومثالياً لانتشار آفات النباتات، وذلك أن التربة الفقيرة بالمغذيات والكائنات الحية المتنوعة الضرورية لحياة النبات، تؤدي لإصابة النبات بالآفات، تماما كما أن الإنسان الذي يعاني من نظام صحي سيء، يكون أكثر عرضة للأمراض.

5) تنمو النباتات التي تتغذى على النيتروجين بصورته الكيميائية نمواً سريعاً، إلا أن جدران خلاياها تكون رقيقة وضعيفة، الأمر الذي يسهل على الآفات مهاجمتها، ويحدث التسميد الكيميائي النيتروجيني خللاً في توازن البروتينات والكربوهيدرات فيها، مما يجذب الحشرات إلى النباتات فتفتك بها.

والسؤال الجوهري هو: ما هي أهم الاستراتيجيات التي تهدف إلى التقليل من الآفات أو منعها من الاضرار بالمحصول ؟

يتمثل الجانب الأساسي الخاص باستراتيجية التحكم بالآفات، في دمج هذه الاستراتيجية في عملية تصميم المشروع الزراعي أو الحديقة بحيث تكون الاستراتيجية فعّالة وتستلزم على المدى البعيد، أقل جهد ممكن.

  وفي هذا المجال يجب الالتزام بمبدأ التحكم بالآفة والذي يعتمد على إعادة الآفة إلى الكثافة الطبيعية لها، وليس لإلغائها نهائياً لاستحالة ذلك منطقياً، و إن استخدام المبيدات الكيميائية التخليقية يؤدي إلى تراجع كثافة الآفة لوقت محدد ومن ثم عودتها إلى الكثافة التي كانت عليها قبل المكافحة حاملة معها نسبة أعلى للأفراد المقاومة و ظهور آفات ثانوية لم تكن اقتصادية بسبب قتل أعدائها الحيوية .

 

التنوع في الممارسات الزراعية والبيئية الوقائية السليمة والهادفة إلى حماية المزروعات من الآفات، أجدى وأنفع زراعياً وبيئياً وصحياً واقتصادياً من بذل الجهود والإنفاق على مكافحة هذه الآفات بعد أن تفتك بالمحاصيل الزراعية

ومن اهم أساليب وقف الآفات هي:

الهدف

الطريقة المستخدمة

1)    تربة صحية

كمبوست، ملش، ري، تناوب،السماد الأخضر….الخ

2)    نبات صحي

كمبوست، ري، إزالة الأعشاب الضارة، اختيار الأنواع، السماد الأخضر…الخ

3)    السياج

الأسوار الحية المكونة من مزيج من الأنواع النباتية المختلفة.

4)    التنوع

المحاصيل المختلطة والتناوب الزماني والمكاني في الزراعة والمحاصيل.

5)    النباتات المرافقة

مزيج من النباتات العطرية / ذات الرائحة الكريهة مثل الكزبرة والشمر

6)    نباتات صائدة

–         القطيفة ، عشب الليمون ، الريحان ، البصل ، الثوم ، إلخ.

–         توفير نباتات بديلة للآفات لمهاجمتها

7)    تشجيع ظهور ونمو مفترسات الآفات

توفير العوائل والغذاء لمفترسات الآفات النافعة

8)    طرد الآفات

السماد السائل، والطاردات العشبية

وبشكل عام، بإمكاننا تلخيص أهم مكونات الاستراتيجية التجددية للتحكم في الآفات بما يلي :

1الزراعة المترافقة) الزراعة المتداخلة، المتنوعة والمترافقة: بمعنى التنوع والتداخل في زراعة الخضروات وأشجار الفاكهة، ذلك أن الآفات غالباً ما تفتش عن غذائها حسب رائحته أو شكله، وبالتالي فإن الزراعة المتنوعة والمتداخلة للخضروات وأشجار الفاكهة تجعل من الصعب على الحشرات التحرك بحرية، بل أنها تخاطر بحياتها وتدخل في حالة إرباك وهي تقفز من نبتة لأخرى (جرياً وراء غذائها)، بسبب الزيادة الكبيرة في احتمال افتراسها من قبل أعدائها الطبيعة .

  

2) زراعة أصناف وأنواع مختلفة: تقلل من الخسارة التي قد تنتج عن هجوم الآفات، علما بأننا نستطيع أيضا زراعة أصناف مختلفة لنفس النوع ، مثلا اربعة أصناف مختلفة من البندورة .

3) التركيز على زراعة الأنواع والأصناف المقاومة للآفات والعمل على إكثارها: مثلاً إذا لم تهاجم الآفات صنفاً معيناً من المحصول، بينما تهاجم أصنافاً أخرى لنفس المحصول، عندئذ علينا وضع علامة (شريط) على النبتة غير المصابة بهدف الاحتفاظ ببذورها للموسم اللاحق .

4) المحافظة على تربة صحية وخصبة و ذات بيئة جيدة للنباتات، وهنا لا بد للمزارع أن يغير من توجهه، بحيث تصبح نظرته مرتكزة على أساس تغذية التربة (أي التعامل مع التربة كوسط حي) وليس على أساس تغذية النبات، وهذا التوجه يحتاج إلى تغيير جذري في المفهوم الشائع لدى معظم المزارعين.

5حشرات المكافحة الحيوية) ترك الأعداء الطبيعية تقوم ببعض المهمات (بالنيابة عن المزارع)، وذلك عبر توفير البيئة الحياتية المتنوعة والمناسبة لها (الأزهار والأشجار التي تشكل غذاءً ومسكناً لها)، علماً بأن العديد من الأعداء الطبيعية تنجذب للأزهار من بعض النباتات كالجزر والبازلاء والعائلة الصليبية وغيرها،  لهذا يجب ترك بعض النباتات المزهرة لتذهب إليها الأعداء الطبيعية.

 

6)  إتباع نظام تغذية وري متوازن، فضلاً عن ملائمة الموقع ونوع التربة مع نوع وطبيعة المزروعات.

7)  الاهتمام بنظافة الموقع الزراعي وإقامة المصائد والحواجز والفزّاعات التي تعتبر مكملة لتقنيات مكافحة الآفات، والعمل على زيادة الغطاء النباتي الطبيعي عن طريق إنشاء مناطق عزل للنباتات الأصلية على طول السياج أو حدود حقلك أو حول البرك أو الجداول إن وجدت، اي دع الحشائش تنمو على طول الطرق والمناطق الأخرى غير المزروعة.

8)  إتباع نظام الدورة الزراعية وتعاقب المحاصيل وضمن دورة متناسبة مع نظام الزراعة التجددية.

9)  اختيار مواعيد الزراعة المناسبة، نظراً لأن المواعيد الصحيحة في الزراعة تقلل كثيراً من الآفات والحشرات الضارة ( الحشرية و الأمراض و الأعشاب).

10)   توفير التهوية الجيدة بين النباتات المختلفة مع الاهتمام بتغطية سطح التربة لاغلب الاحيان (المالش).

ملاحظة: يجب الاستمرار بالمراقبة والتحليل والتواصل في كل ما يحدث في الحقل وفي الحقول المجاورة لأن الوسط المحيط ليس بيئة متجانسة، بل هو عبارة عن فسيفساء من البيئات المختلفة التي تتغير باستمرار.

ومن هنا ندرك بأن وقاية المزروعات من الآفات تعني وتتطلب استخدام جميع الممارسات الزراعية السليمة في كل مراحل الزراعة، فضلاً عن الاحتياطات اللازمة أثناء التنقل من حقل إلى آخر، وبالتالي عدم نقل الآفات من موقع مصاب إلى آخر غير مصاب من خلال الملابس وأدوات العمل، بالإضافة إلى تأكد المزارع من خلو المواد المنقولة (البذور والشتول والمعدات) من الآفات.

وفي حال حدوث الاصابة وظهور الافة وزيادتها فوق العتبة الاقتصادية وارتفاع نسبة ضررها على المحصول فإننا نتجه لمنحى اخر من المكافحة باشكالها المختلفة والتي سنوردها في مقال لاحق.

Recommended Posts